هل تعرفون عمر حاذق؟

لو لم يُعتقل عمر حاذق، الشاعر المصري الشاب، ابن الإسكندرية، إثر وقفة احتجاجية نهاية العام الفائت أمام محكمة كانت تنظر في التصفية التي تعرض لها صديقه خالد سعيد قبل ثلاث سنوات، مع بدايات الثورة، لربما كان بقي فحسب في عداد الشعراء المميزين من أبناء جيله، حيث بدأ يحوز نجومية وجوائز في مهرجانات عربية وعالمية. ولو لم يُطرد من عمله قبل أيام، لربما كان بقي في عداد المعتقلين والمعتقلات (هو محكوم
2014-04-23

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

لو لم يُعتقل عمر حاذق، الشاعر المصري الشاب، ابن الإسكندرية، إثر وقفة احتجاجية نهاية العام الفائت أمام محكمة كانت تنظر في التصفية التي تعرض لها صديقه خالد سعيد قبل ثلاث سنوات، مع بدايات الثورة، لربما كان بقي فحسب في عداد الشعراء المميزين من أبناء جيله، حيث بدأ يحوز نجومية وجوائز في مهرجانات عربية وعالمية. ولو لم يُطرد من عمله قبل أيام، لربما كان بقي في عداد المعتقلين والمعتقلات (هو محكوم بثلاث سنوات!) الذين راحت تضيق بهم السجون في مصر، ممن ليسوا إخوانا ولا إرهابيين. وهذا يضع السلطات أمام تناقض مسلكها. فما دام "العدو" حصرا هؤلاء الخارجين عن الأمة (المصرية!) وعن الإجماع الوطني، فما الذي يفعله في المعتقلات أناس من أمثال شاعرنا وأحمد دومة أو قبلهما علاء عبد الفتاح (أطلق أخيراً) ومعهم من يقال انهم 26 ألف معتقل بتهمة "مخالفة قانون التظاهر"... الذي سُنّ ما إن انتهت المظاهرة المليونية الكبرى في 30 حزيران/ يونيو الماضي، التي مهدت للتغيير اللاحق عليها بعد ثلاثة أيام بحجة الضرورة الداهمة: أن يتدخل الجيش لدرء خطر وقوع انشقاق وطني وتصادم أهلي. فعُزل مرسي وظُهِّر الجنرال السيسي.
والمفارقة الثانية أن قرار طرد عمر من عمله اتخذه بكل تعالٍ إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية التي بُنيت لتكون صرحاً عالميا يستحضر المكتبة التي احرقها الرومان ويقدم وجها حضاريا معاصرا لمصر. والدكتور سراج الدين (خريج هارفرد ولديه 22 دكتوراه فخرية!) من أعمدة نظام مبارك البائد، كما كان قبلا، ولسنوات، نائبا لرئيس البنك الدولي في واشنطن... وهو ملاحق أمام المحاكم المصرية بتهم إهدار المال العام (يُحكى عن 20 مليون جنيه بحسب لائحة الاتهام)، والفساد المالي والإداري، بينما تؤجل جلسات محاكمته من سنة إلى أخرى بقدرة قادر. سراج الدين صرف عمر من الخدمة بحجة التظاهر، علما بأن لوائح المكتبة تحدد "الجرائم التي تخل بالشرف" (ومنها السرقة!) كسبب وحيد مجيز للصرف.
ثمة قشة تقصم ظهر البعير. نقطة تُطْفح الكيل. تفصيل صغير يفضح الابتذال. مصر تستحق مكتبة الإسكندرية ولا تستحق هذا الهزل المقيت الجاري فوق سطحها.
            
 

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...