الطائفية "البغيضة"

... فإن كانت بإجماع الإدانات لها بغيضة، ولا تذكر من دون صفتها، فمن ذا يا ترى يرتكبها قولا وفعلا؟ بل كيف تجاوزت حاضنتها اللبنانية التقليدية، والتي كانت أشبه بمزحة ـــ رغم «الأحداث» الدموية المتكررة. وما سر انتشارها الحالي والعنيف من المحيط إلى الخليج، ويفيض. نعلم أن الطائفية المستعرة حالياً في لبنان، والمدهشة في فصاحتها، هي نتاج انكشاف النظام الطائفي اللبناني، تَعرِّيه إلا
2013-06-26

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

... فإن كانت بإجماع الإدانات لها بغيضة، ولا تذكر من دون صفتها، فمن ذا يا ترى يرتكبها قولا وفعلا؟ بل كيف تجاوزت حاضنتها اللبنانية التقليدية، والتي كانت أشبه بمزحة ـــ رغم «الأحداث» الدموية المتكررة. وما سر انتشارها الحالي والعنيف من المحيط إلى الخليج، ويفيض.
نعلم أن الطائفية المستعرة حالياً في لبنان، والمدهشة في فصاحتها، هي نتاج انكشاف النظام الطائفي اللبناني، تَعرِّيه إلا من هيكله الحديدي، وهذا غير كاف في أي نظام. فقد اختلت بعمق، أو تعطلت، وظائف ذلك البناء الناظم لعمليتي توزيع الثروة والسلطة. وصار اشتغاله وفق ما جرى التوافق عليه ذات 1943، غير ممكن: تغيرت المنطقة المحيطة، وتغير العالم، وفاتت موضة التوسط المالي والتجاري وما صاحبها من خدمات أخرى كانت متوافرة بحكم التوازن والحرية المطلوبين كملحقات، وكتراث كذلك: التعليم والطبابة والنشر والسياحة، وغيره مما يجدر ستره.
ونعلم أن الاحتلال الأميركي، وفيما هو يمهد للعدوان على العراق، لم يخترع وإنما اختار التركيز على ارتباط نظام الاستبداد الذي كان قائماً في بلاد الرافدين لعقود، بصبغة طائفية. واستخدم أعداءه الطائفيين لتسهيل قلبه، ثم لتسهيل إدارته لاحتلاله. وندم، لأن كل الأمور أفلتت من يديه، بعكس ما ظن. ولكن ذلك لا يهم. وأمر سوريا معلوم ومشابه، وإن كان أعقد لألف سبب، يخص بنية البلد نفسها والظرف المحيط. ولكن ما بال مصر وبلدان المغرب؟
وما دخل الرئيس المصري يسمي الشيعة «روافض» في مهرجان شعبي قبل أسبوع من تبرع مئات (!) من أبناء قرية بالجيزة بالهجوم على شيخ شيعي وقتله وسحله ورفاقه بأبشع الصور؟ وأن تدين الرئاسة، كما الأزهر والمفتي والأحزاب السلفية «الحادثة» لا يمكن أن يُشكَر، ولا يخفف من مسؤولية هذه الجهات عنها. ثم، وبالمنطق نفسه، فما دخل وزير خارجية إيران في مقتل مواطنين مصريين، يدين ويتصل بالمسؤولين في القاهرة؟ هذه كلها دلائل على إفلاس تام لتلك الأطراف، وعلى افتقادها للأفق اللازم (الفكر والبرنامج والإرادة والمصلحة) للنهضة والتحرر ـ المهمتين اللتين ما زالتا للانجاز. عوض ذلك يجري توسل أدوات مفلسة بغاية السطوة.
            
 

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...