راديكالية أم عماء؟

انهارت الهدنة التي اقترحها الموفد الدولي والعربي إلى سوريا، السيد الابراهيمي، بعد ساعات قليلة مما بدا هدوءا في اليوم الأول من العيد. واستعادت الطائرات والمدفعية نشاطها من جهة السلطة، وكذلك العمليات القتالية للمجموعات المسلحة من الجهة المقابلة. والملفت هو تفنن الناطقين باسم المعارضة المسلحة الأعلى صوتاً في البرهان على استحالة الهدنة، وعلى ضرورة اعتراف الإبراهيمي بفشله وعجزه، ومطالبته
2012-10-31

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

انهارت الهدنة التي اقترحها الموفد الدولي والعربي إلى سوريا، السيد الابراهيمي، بعد ساعات قليلة مما بدا هدوءا في اليوم الأول من العيد. واستعادت الطائرات والمدفعية نشاطها من جهة السلطة، وكذلك العمليات القتالية للمجموعات المسلحة من الجهة المقابلة. والملفت هو تفنن الناطقين باسم المعارضة المسلحة الأعلى صوتاً في البرهان على استحالة الهدنة، وعلى ضرورة اعتراف الإبراهيمي بفشله وعجزه، ومطالبته بالاستقالة، حتى كادوا يطلقون شعار «ارحل يا إبراهيمي». وبالمناسبة، أكدوا على نيتهم إسقاط كل آلية سياسية تخص البلاد بوصفها وهماً خالصاً، محْكِمين بذا من جهتهم الطوق على رقاب سوريا، محاكين منطق السلطة الذي يعلن أن الخيار هو استمرار حكم الأسد أو الدمار التام.
اشد المفارقات بهذا الخصوص تعود إلى اختلاف القدرة على ارتكاب العنف الدموي بين الطرفين. فهما لا يتساويان في إمكانات القتل والدمار، حتى عندما تلجأ المجموعات المسلحة إلى العبوات المفخخة وسط الأحياء السكنية. ولكن ذلك لا يعني سوى القليل. فما يساوي بين العنفين هو التشبث سياسياً بالحل العسكري أو بالحل الأمني، بالقتال وسيلة نهائية لحسم الأمور. هو الواقع؟ إذ لا يوجد حل سياسي حالياً، ولا في الأفق. ولكن هذا أيضا لا يعني سوى القليل. وللإيضاح، هاكم مثالاً متطرفاً: يقع على عاتق حركة التحرر الوطني الفلسطيني، التي تقاتل من أجل وجود شعبها وحقوقه، أن تصوغ في الوقت نفسه معادلة الحل النهائي للقضية. شكله وأصله وفصله وآليات تحقيقه. ولا يُتوقع ذلك من إسرائيل، لأن هذا الفعل منافٍ لها. يتجاوزها تعريفاً. وحين لا تفي حركة التحرر الوطني الفلسطيني بهذه المهمة تفشل، أو تحصل على نتائج محدودة وآنية. وعلى الرغم من كل الفروقات، ينطبق الأمر نفسه على حركات التغيير الثوري.
...قد يكون الإبراهيمي فاشلاً أو عاجزاً، لا يمكن التعويل عليه. ولكن المنطق البديل ليس «قاتل أو مقتول». فهذا لا نهاية مطاف له.
            
 

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...