هناك علامات لا تخطئها العين، ولعل السلطة السورية لن تنكرها: لم تتم السيطرة على الانتفاضة، ولن تتم بالقوة. فات وقت ذلك واحتماله. بل لم تتوقف الانتفاضة عن الامتداد في الزمان والمكان. وهذا ليس من فعل «عصابات». حتى السلطة نفسها تخلّت عن التعبير، وقررت ان تُلصق الأمر برمّته بـ«كتائب النصرة»، أو أي اسم يمكن أن يوحي بإسلام جهادي على طريقة القاعدة. السلطة تتجاهل أن سوريا ليست كوريا الشمالية المعزولة خلف ستار حديدي من زمن آخر، والقابعة في كنف الإمبراطورية الصينية، بل سوريا في قلب العالم العربي وعلى مرمى حجر من أوروبا، ومحيطها مفتوح، يسرِّب كل شيء، كاميرات وكمبيوترات وأسلحة وصحفيين من كل الاجناس، وبالتأكيد جواسيس و«خبراء»...
سوريا تلك تقف اليوم بالذات أمام انتهاء مرحلة، وقد تراكمت فيها الاحداث فتحققت تلك المعادلة الكيميائية والفلسفية في آن التي تتحدث عن تحول الكم الى كيف. يحدث ذلك في لحظة. ولا فضل (أو ذنب) لـ«المجلس الوطني» ثم لصيغته الجديدة التي فبركتها قطر برعاية أميركية وهي تدَّعي الائتلاف في هذا، أو قل أن نصيبها منه ضئيل جداً.
الأمر أن السلطة وضعت الناس أمام خيار ثنائي لا ثالث له، وأغرقتهم في الدماء لتقنعهم بحسن الاختيار. وأخطأت... كعادة السلطات في أحوال مشابهة. السلطة في سوريا لم تطق ميشال كيلو على اعتداله وتعقّله، ولا طاقت الحكيم الآخر (بكل معاني الكلمة) عبد العزيز الخيِّر ـ الذي ما زالت تنكر اختطافه لها رغم الشواهد والشهود ـ ولا طاقت قبلهما أطفالاً كانوا يلعبون بشعارات على الحيطان. وهي لهذا فقدت الاداة الرئيسية لأي حكم، الشرعية، التي من دونها يتعرى القمع ويصبح بلا جدوى. الدليل؟ لم يعد يوجد من يدافع عن النظام القائم، ولا حتى أقرب حماته. هناك من يبرر موقفه: بالتوازنات الإستراتيجية، بمعركة كبرى أخرى، بالخشية من الفوضى... والسؤال اليوم لم يعد يخص مصير السلطة، بل مصير البلد: هل تُمعن السلطة حتى اللحظة الاخيرة، غباء، أو حقداً، فترتفع الاثمان أيضا وأيضاً، ويصبح الجبر والجَسْر والترميم أصعب؟
إفتتاحية
سوريا: ما اللحظة الآن؟
هناك علامات لا تخطئها العين، ولعل السلطة السورية لن تنكرها: لم تتم السيطرة على الانتفاضة، ولن تتم بالقوة. فات وقت ذلك واحتماله. بل لم تتوقف الانتفاضة عن الامتداد في الزمان والمكان. وهذا ليس من فعل «عصابات». حتى السلطة نفسها تخلّت عن التعبير، وقررت ان تُلصق الأمر برمّته بـ«كتائب النصرة»، أو أي اسم يمكن أن يوحي بإسلام جهادي على طريقة القاعدة. السلطة تتجاهل أن سوريا ليست
للكاتب نفسه
ماذا الآن؟
نهلة الشهال 2024-03-15
وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...
غزة تقاوِم وتسجّل بداية تاريخ جديد
نهلة الشهال 2024-02-29
لأن العجز كان يضاعف الألم، فقد سعينا إلى مرافقة غزة بواسطة السلاح الذي بين يدينا: الكلمة والكشف عما يجري ومقارعة الرواية المزورة
قصة شهادة "البعثات المدنية" عن معركة جنين (2002)
نهلة الشهال 2024-02-21
ليست ذكريات (فحسب)، بل للقول أن المشروع الصهيوني مستمر، بغض النظر عن أحداث تقع هنا أو هناك وتُتخذ حجة للقتل والابادة. بل هو يتعاظم، وقد وصل اليوم الى حد الجنون...