حرب مالي وقعت، ثم ماذا؟

تحررت الجزائر من عبء التدخل العسكري المباشر في مالي كما كانت تشتهي دول عديدة، على رأسها فرنسا والولايات المتحدة، وتخطط لتوريطها. ها هي تغلق حدودها الممتدة لأكثر من 2000 كلم مع مالي، وتسمح للطيران الفرنسي بعبور أجوائها في طريقه للمناطق التي يقصفها... تفعل بناء على طلب ـ أو رجاء ـ من الحكومة في باماكو وليس كرمى لعيون باريس. والجزائر، لأسباب جغرافية وبشرية، وأيضا كجزء من النأي بالنفس، اسـتقبلت أقل
2013-01-16

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

تحررت الجزائر من عبء التدخل العسكري المباشر في مالي كما كانت تشتهي دول عديدة، على رأسها فرنسا والولايات المتحدة، وتخطط لتوريطها. ها هي تغلق حدودها الممتدة لأكثر من 2000 كلم مع مالي، وتسمح للطيران الفرنسي بعبور أجوائها في طريقه للمناطق التي يقصفها... تفعل بناء على طلب ـ أو رجاء ـ من الحكومة في باماكو وليس كرمى لعيون باريس. والجزائر، لأسباب جغرافية وبشرية، وأيضا كجزء من النأي بالنفس، اسـتقبلت أقل عـدد من النازحين الماليين. هؤلاء تجاوزوا الربع مليون إنسان حتى الآن، ويبدو أن لموريتانيا نصيب الأسد منهم. وفي العمليات الجارية على يد فرنسا منذ أيام قلائل، إشارات إلى أن الأمر أصعب من المتوقع، لأن المجموعات (التي ينعتها فرنسوا هولاند بـ«الإرهابية») مسلّحة ومدربة جيداً جداً، وهي تستخدم صواريخ متطورة تسرّبت من ليبيا. وهكذا، فنحـن بـإزاء ثلاثـة بلدان عربيـة ترتبط بالحدث المالي بشكل مباشر. وهذا الارتباط بعيد عن أن يكون فعلاً ماضياً، بمعنى أن نتائجه تجنح نحو المستقبل.
فقد بدأت التعقيدات. الحسم العسكري ليس وشيكاً، ولعله لن يتحقق بالقصف من الأعالي فحسب، وحركة تحرير الأزواد (الطوارق) تعرض خدماتها الميدانية على فرنسا. ولكن حكومة باماكو، رغم تداعيها ونخران سلطتها بالفساد وانعدام الفعالية، تهدد بالاقتصاص من الطوارق لو تضخم دورهم. وهؤلاء متمددون في أكثر من بلد عربي. على هذا المستوى، هو صراع على السلطة من قبل أن يُحْسم أي أمر. وقوات دول غرب إفريقيا التي يفترض بأن تصل إلى مالي لتوضع في إمرة فرنسا بشكل من الأشكال (المغطاة بقرارات من مجلس الأمن الذي جدد دعمه للعملية) تبدو غير كفوءة ومنقسمة.
فهل تولد وضعية هي مزيج من صراع الدول الكبرى (حيث للصين مصالحها هنا، وإنْ كانت فرنسا تُجدِّد طموحاتها الاستعمارية)، ومن الفشل في حسم الأمور، فتجد الجزائر نفسها أمام المأزق، إذ يصعب عليها تجاهل نتائج الحرب المندلعة على حدودها؟
            
 

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...