مفاجأة معاذ الخطيب

كان يوجد في الجو رائحة شيء ما يعد في الكواليس لسوريا. وشاع افتراض، لا علامات ولا براهين عليه، بوجود تفاوض أميركي ـ روسي. وهو ما راح يردده معارضو النظام وأصدقاؤه على حد سواء. واتفق الطرفان أيضاً على أنه سيأخذ وقته، وستسبق نضوجه مقدمات قاسية... ما المعارك الطاحنة الدائرة حالياً، وبالأخص حول دمشق، إلا مظاهر لها. واختيار الخيال العام لهذا «السيناريو» ينبئ بحد ذاته عن اللحظة السياسية
2013-02-06

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

كان يوجد في الجو رائحة شيء ما يعد في الكواليس لسوريا. وشاع افتراض، لا علامات ولا براهين عليه، بوجود تفاوض أميركي ـ روسي. وهو ما راح يردده معارضو النظام وأصدقاؤه على حد سواء. واتفق الطرفان أيضاً على أنه سيأخذ وقته، وستسبق نضوجه مقدمات قاسية... ما المعارك الطاحنة الدائرة حالياً، وبالأخص حول دمشق، إلا مظاهر لها. واختيار الخيال العام لهذا «السيناريو» ينبئ بحد ذاته عن اللحظة السياسية التي وصل إليها الموقف في البلد المنكوب. فهو «يقول» عدة أشياء معاً، أولها أن الحل بات مدولاً بالضرورة وحكماً، وثانيها أن الموقف خطير إلى حد احتياجه لتوافق القطبين الأكبر، وليس أي مستوى أدنى من ذلك. كما يقول ثالثاً ـ ولعلها أولاً، وليس في هذا التعداد تراتبية وفق الأهمية ـ جنون ما يجري في سوريا وعبثيته، وضرورة انتهائه. وفي مجال رابع، فهو ينهي ما ساد سابقاً من توقع حسم سريع في أي اتجاه، بعكس ما كرر النظام كما معارضوه، مِن أنها مسألة أسابيع إن لم تكن أيام. وهناك خامساً استبعاد وقوع ضربة عسكرية على غرار ليبيا، وهو ما دغدغ بعض العقول...
كان هذا الشعور ـ فهو لم يصل إلى مصاف الرأي ـ بوجود شيء ما، يستند إلى الحس السليم. إلى استحالة أن تُترك سوريا تنتج ليس دمارها الذاتي فحسب، بل خطر فيضان ذلك على محيطها. وهي حجة منطقية ليس إلا.
... إلى أن قال معاذ الخطيب، وهو يرأس الائتلاف السوري المعارض، إنه يدعو النظام إلى التفاوض، واقترح إرسال فاروق الشرع (أو أي «مفتاح» آخر) لهذا الغرض. أحاط موقفه بألف احتراز. وعاد إلى الاستدراك والتوضيح. ولكن ذلك لا يلغي أهمية ما قال ودلالته، كما لا يلغيه «التفسير» الفرنسي لتصريحات الخطيب باعتبارها «عادية» وتشبه مواقف الأخضر الإبراهيمي (!)، ولا الإنكار الأميركي لفكرة الحاجة لمسار تفاوضي، ما لا يعني أصلاً استعادة بشار الأسد لزمام الموقف. تصريحات الخطيب توقظ من خدر الاستسلام إلى فكرة الموت المطلق، كقدر لا مخرج منه. للمتابعة.

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...