..."حتى الظلام هناك أجمل"؟

عادت "القاعدة" بقوة الى العراق بعدما كادت تتلاشى. غطت الدماء أرض الرافدين، محطمة الأحد الماضي الرقم القياسي السابق. يسمونها "نيو قاعدة"، ولكن التسميات لم تعد تدل على شيء. وهذه تعتاش على ما يجري في... سوريا، من أموال تبذخ وأسلحة تعطى الى فصائل "جهادية" من كل نوع. يتقاسم العراق وسوريا حدوداً طويلة كل نقطة فيها مثقلة أصلاً بمشاكل أمكن دفعها الى إغفاءة سريعة، وها هي تستيقظ. وقد وفر الحكم
2012-09-12

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

عادت "القاعدة" بقوة الى العراق بعدما كادت تتلاشى. غطت الدماء أرض الرافدين، محطمة الأحد الماضي الرقم القياسي السابق. يسمونها "نيو قاعدة"، ولكن التسميات لم تعد تدل على شيء. وهذه تعتاش على ما يجري في... سوريا، من أموال تبذخ وأسلحة تعطى الى فصائل "جهادية" من كل نوع. يتقاسم العراق وسوريا حدوداً طويلة كل نقطة فيها مثقلة أصلاً بمشاكل أمكن دفعها الى إغفاءة سريعة، وها هي تستيقظ. وقد وفر الحكم بالإعدام غيابياً (وهو حكم أخرق تماماً) على طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية، حجة من ذهب لتعمل الـ"نيو قاعدة" على تأجيج مشاعر الاحتقان المذهبي. سبقت التفجيرات زيارة وفد أميركي الى بغداد طلب السيطرة على الفضاء العراقي، أي "توقيف وتفتيش الطائرات الإيرانية التي تزود نظام بشار الأسد بالأسلحة". وأُسمع العراق تهديدات شبه صريحة، بحسب الصحف الاميركية، بتعطيل سحب ما تبقى من بنود وضعه تحت عقوبات "الفصل السابع" من شرعة الأمم المتحدة المطبقة عليه منذ آب/اغسطس 1990، والذي تطالب بعض المعارضة السورية بمثلها لبلدها!
كل شئون العراق معلقة: قانون النفط والغاز معطل بينما تُبرم الشركات العالمية عقوداً على هوى مصالحها، مهددة مداخيل البلاد ووحدتها السياسية. "مجلس الاتحاد" لم يولد رغم تعيينه أساساً لـ"مشروع الاصلاح الوطني". "مجلس القضاء الاعلى" لم يشكَّل، وكذلك "مجلس المفوضين" الذي ترتبط به الانتخابات المقبلة، وتتجاذبه صراعات حول عدد أعضائه، ظاهرها تمثيل السعي إلى تمثيل أكثر عدلاً لكل "المكونات"، وباطنها شهية لمزيد من النهب عبر جحافل المسؤولين وحاشياتهم. ومنذ أقر نظام المكونات، باستلهام أميركي من التجربة اللبنانية، لا شيء يعمل في العراق. وأما لبنان، فبلد صغير جداً، وفقير بالموارد، ومتمرس بأخلاق التسويات، ما يجعل الكارثة محدودة. وأما العراق...

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...