طرح "يناير" مسألة السلطة في مصر بقوة، بدليل الهجوم الشامل على مراكز "الداخلية" ــ عصب السلطة ــ وتدميرها أو حرقها بعد الاستيلاء على وثائقها. لكنه يتجاوز هذا الجانب نفسه على الرغم من أهميته. فسياق "يناير" أثار كل المسائل الجوهرية: الحق في الحيز العام مثلاً الذي أحال ميدان التحرير بيتاً لمئات ألوف الناس شديدي التنوع على كل الصعد، تعايشوا فيه ليلاً نهاراً، واختلطوا وتعارفوا وتجادلوا.. وصار مكاناً شهد ولادة أنماط من العلاقات المتسامية، ومن التعاضد، ومن الفرح، وكثير من الفن.. ومِن تحرر الارواح كما الاجساد من الضيق الذي كانت فيه. فقد استعاد الناس حقهم بالكلام وبالتعبير عن آرائهم وعن أحلامهم وعما يريدون، وهم يعرفونه تماماً. قالوا: "عيش وحرية وعدالة اجتماعية"..
وقد أنتج يناير ألف ضعف ما تنتجه الايام العادية من إبداعات في كل مجال، فلا عجب ان تكون القوى المناوئة له على هذا القدر من العنف الدموي الذي يخفي استهوالاً لما حصل.. وما قد يتكرر!
في الذكرى السابعة لـ"25 يناير"، هذا الحدث الهائل الذي ما زالت نتائجه حاضرة وتتفاعل، ملف خاص يستعيد مقالات مما نشر في السفير العربي: