مشاهد من الرباط

تُجسّد المشاهد التي تشتهر بها مدينة الرباط مظاهر التمييز والفقر التي تنخر المجتمع المغربي بسبب سوء توزيع الثروة الوطنية وانعدام العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
2018-01-04

صالح بن الهوري

صحافي من المغرب


شارك
غيلان الصفدي - سوريا

الرباط مدينة تلم أكبر وأعظم لصوص البلد، فيها اجتمع المتاجرون بالمرأة والعِرْق والقبيلة وذوي الاحتياجات الخاصة.. هنا عالمان متناقضان، أحدهما مخملي نخبوي مترف يرفل في فنادق فخمة وقصور عظيمة، والآخر بائس حيث يسكن جيش عرمرم من المعدمين بيوتاً أشبه بصناديق عود الثقاب، ويسود الجوع والعوز والجريمة والسطو والنهب والأمية..

في الفندق الأسطوري

حضر البائس القادم من البيداء الندوة الصحافية التي نظمتها جمعية مترفة بالرباط، وشارك في حفل الغذاء بالفندق الأسطوري. وقف المثقف الفقير فاغراً فاه أمام طابور الخراف المشوية وأطباق الأسماك المطهية وجبال الفاكهة المتنوعة. تجمّد في مكانه من هول البذخ الذي يعيشه الساسة وصناع القرار من نساء ورجال النخبة المزورة بالعاصمة، وطرح على نفسه سؤالاً مزعجاً:
- هل سيلتهم أصحاب البطون البارزة من الساسة، هذا الطابور الممتد لنصف كيلومتر من الطعام؟  

عجز المسكين عن تناول الطعام من هول الصدمة، وحملق في الأطعمة والأشربة التي رآها لأول مرة ملياً. وخاطب نفسه بالقول: "إن أهالي قريتي أولى بهذا الطعام الدسم"، وحزّ في نفسه عجزه عن حمل جزء منه إلى أطفال قريته اليتامى وإلى الأرامل من النساء الذين يقتاتون هذه الأيام على الجراد، بعد غزوه لجنوب البلد. وحنّ قلبه على أهل الصحراء والجبل الذين أنهكهم الجوع والبرد الشديد.

منتجع الشيخ السحري

يبدد الشيخ الثري نصف مليون دولار في سمر ليلي ماجن ترويحاً عن نفسه من الكدر والقنوط. يقضي أسبوعاً في منتجعه الوردي المطل على البحر، تحرسه أعتى قوى البلد شديدة البطش. لا تصله أيدي الجبابرة ولا غطرسة قوى الأمن التي تحتقر الفقراء وتطبق القانون على المعدمين والبؤساء. ترتعش فرائص المسؤولين المركزيين إن ذُكر اسمه بسوء أو كُتب عنه مقال يفضح ويكشف ما يطرأ داخل قصوره المسوّرة.


اقرأ أيضاً: المغرب.. هل ثورة البؤساء قادمة؟


تهاب الشيخ فرق الأخلاق العامة التابعة للدرك، والويل كل الويل إن فكر أي جهاز استعلامات أو استخبارات في الاقتراب من قصره العظيم. تخرس ألسنة جيش الجواسيس العرمرم من ذكر اسم المنتجع والشيخ بسوء، وتصاب أعين بصاصي السلطة بالعمى. وتخشى مديرية الضرائب من تطبيق القانون على شركة التواصل المكلفة بتنظيم حفلات وسهرات الشيخ. إنه فوق القانون. يطبق القانون على الضعفاء والمعدمين، أما عليّة القوم فيملكون حصانة تهدّ الجبال هداً.

في ضريح الشيخ   

يقع ضريح الشيخ في المدينة العتيقة حيث تنتشر الزوايا والأضرحة كالفطر، يجلس أمام باب الضريح رهط من المتسولين، يلتمسون من الزوار صدقة. في الساحة المقابلة للضريح تجلس امرأة تسأل الزوار صدقة وتدعو السماء أن يبارك كل من منحها دراهم، وتمطر كرام الزوار بوابل من دعوات اليسر والبركات، وتؤكد لهم أن حوائجهم ستقضى بعد زيارة ضريح الشيخ الذي لا يخذل كل من زاره بنية حسنة، وتحذر أصحاب النوايا والألسنة السيئة. أولياء المغرب اليوم، فاعلون في الواقع رغم موتهم منذ قرون.

في الممر المؤدي إلى الضريح يبيع شيخ مسن ماء الورد للزائرات المترفات، اللائي يرشّن به الضريح طمعاً في بركته. يؤمن أغلب المغاربة المسلمون بقدرة الصلحاء والصالحات الخارقة على الشفاء والزواج وعودة الغائب والحماية من العين والحسد. ويعتقد معظم المغاربة اليهود أن أنبياء الله اليهود وصلحاء بني إسرائيل، المتواجدون بالمغرب منذ الزمن السحيق، يسمعون دعاء الزوار من قبورهم، لذا يكثرون التضرّع على أضرحتهم والحج إلى مواسمهم. يساهم المغاربة اليهود في انتعاش السياحة الدينية بقوة، من خلال مواسم الحج إلى قبور أولياء الله اليهود الصالحين. ويعرف البلد توافد ألوف الحجاج اليهود من مختلف بقاع العالم.


اقرأ أيضاً: الزاوية في المغرب.. المؤسسة التي تدر ذهباً


عن يسار باب الضريح المنقوش والمزين بزخرفة بديعة، توجد خزينة خاصة بأحذية الزوار، يبيع شاب من إحدى دول إفريقيا جنوب الصحراء الشموع للزوار، تعد النساء أهم زبائن الشاب، ومنهن منتميات لأسر ثريّة. تكشف زيارة الأضرحة بالبلد عن عقلية تلك الأسر المؤمنة بالخرافات والأساطير والاعتقاد أن الأموات ينفعون الأحياء. تضع الزائرات الشمع على قبر الضريح قصد التبرك به. يأخذه المشرف على الضريح، يمنحه للشاب ليعيد بيعه لزائرات جديدات.

تجلس بعض الزائرات أمام ضريح الشيخ، عله يجود على بناتهن بعرسان، وعلى أولادهن العاطلين الذين أضحوا عالة عليهن بمناصب شغل. نساء الطبقة المخملية من أكثر المؤمنات ببركة الزوايا والأضرحة، يكثرن التضرع والتوسّل للشيخ. عبَد المغاربة الأضرحة مذ غابر الأزمان، والمشهد داخل الضريح من ترسبات الماضي التي ما زالت قوية مستمرة.

وسط فناء الضريح شكل شباب متصوفة من دول إفريقيا جنوب الصحراء حلقة للذكر، وفي يد كل منهم سبحة طويلة، يرددون أدعية وأشعار بعربية مكسرة تطغى عليها لكنة بلادهم.

شاطئ اللذة

جعل العشاق من شاطئ حي يعقوب المنصور موقعاً للخلوة وتبادل الحب، يختلي كل بمحبوبته داخل سيارته، بعد أن يركنها على مقربة من الشاطئ. السيارة في المجتمع التقليدي شبه المحافظ، أداة لقضاء لقاء حميمي! يشاهد الزائر للشاطئ عوازل طبية مرمية على الأرض. في السيارة المركونة في الجانب الأقصى من الشاطئ، تتبادل شابة مغربية من إفريقيا شمال الصحراء (المغرب)، القبل مع شاب ينتمي إلى إفريقيا جنوب الصحراء. إنها علامة قوية على قوة الحب في القارة السمراء الموغلة في القدم والضاربة في أعماق التاريخ. يستغل بعض رجال الأمن توافد العشاق للحصول على بعض المال بعد ضبطهم متلبسين، مقابل التغاضي عنهم وتركهم في سلام.
ويحج محبو المشروبات الكحولية إلى الشاطئ ويبتعدون عن الأماكن التي تتواجد بها الشرطة، خوفا من المتابعة بتهمة السكر العلني التي يعاقب عليها القانون.

المغرب بلد عجيب وغريب، يزج في سجونه من يبيع الخمر بدون رخصة ومن يحتج على بيع الخمر في آن واحد، ويصادر بعض رجال الشرطة المشروبات التي ابتاعها المولعون بها من المراكز التجارية الكبرى.
وقد ذكرت بعض المتون المؤرِّخة لظاهرة الرق في المغرب، أن بعض الإماء تعرضن للبيع.. بعد الإنجاب.

مذاكرة مع مثقف فقير

يقول أحد الظرفاء البؤساء خبر أبناء علية القوم بالرباط ردحاً من الزمن: "يعيش بيننا أبناء علية القوم الذين أبطرتهم النعمة، لم يعرفوا الجوع ولا الفقر يوماً. لم يسمعوا بالحروب التي تطحن رحاها البؤساء والمعدمين. ويقول رقم أن أكثر من 12 مليون مغربي تحت خط الفقر أو فوقه بقليل، ويرى آخر أن أزيد من 4 ملايين يعانون من الفقر متعدد الأبعاد، معظمهم بالمغرب العميق، وهو ما يناهز 11.7 في المئة من سكان البلد. الفقر في المغرب ظاهرة قروية بامتياز، حسب ما ذكره المندوب السامي للتخطيط في ندوة تقديم خارطة الفقر بالمغرب. تتحكم في ثروة المغرب أربعة آلاف أسرة، والغالبية العظمى من المغاربة فقراء، حسب ما قال وزير حقوق الإنسان السابق، خلال المؤتمر الوطني الرابع لحزبه".


اقرأ أيضاً: حكي الفقر.. تحليل الفقر


ويقسم صاحبي بأنه لن يتزوج في بلد يُحتقر فيه الفقراء وأصحاب المهن البسيطة وتغيب فيه العدالة الاجتماعية والاقتصادية والحقوق المدنية والسياسية، وحقوق الإنسان بصفة عامة (الحريات الفردية والضمير والمعتقد). أسأله لماذا؟

يقدم جواباً على شكل فتوى عصرية: "الزواج في المغرب حرام. إنه لأمر صعب أن يكون المرء سبباً في وجود طفل في بلد لا يحترم آدمية الإنسان وكينونته، ولا يوفر له عملاً ولا علاجاً ولا تعليماً ويحرمه من أبسط حقوقه الطبيعية، ويمنعه من حرية المعتقد والضمير ويفرض عليه نمطاً معيناً من التدين".

أطلب تفسيرا علمياً عن وضع الصحة والتعليم والحريات بالبلد، يمطرني بأرقام ومعطيات صادرة عن معاهد وأبحاث ودراسات وتقارير منظمات دولية، تبيّن حجم انتشار الفقر، وخراب المدرسة العمومية، وتدهور الطبابة وتراجع الحقوق والحريات.

في مقهى محطة القطار

فتيات يعملن طوال الليل بحثاً عن لقمة العيش المرة في مجتمع لا يرحم. يدخنَّ سجائر شقراء بشراهة منقطعة النظير، وينفثن الدخان صوب السماء وينفضن السجائر بطرق مسرحية. يرمقن كل زبون طارئ على المقهى، ويدعونه إلى مجالستهن. في الطاولة المقابلة لباب المحطة الرئيسي، جلس مخبرون سريون يسترقون السمع إلى ناشطين حقوقيين، يخوضون في حديث عن الردة الحقوقية التي يعرفها البلد الذي يتسابق فيه الى التصاعد الفقر والترف.

انتقل معدل الفقر بالبلد من 15.3 في المئة سنة 2001 إلى 4.8 في المئة سنة 2014، حسب ما ورد في دراسة أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط، وهي هيئة رسمية، بالاشتراك مع البنك الدولي.

وسجل مستوى المعيشة بالبلد تطوراً إيجابياً حيث انتقل معدل نموه من 3.3 في المئة بين سنتي 2001 و2007 إلى 3.6 في المئة بين سنتي 2007 و2017، حسب ما جاء في الدراسة.


اقرأ أيضاً: موسم "الحج" إلى المغرب


يوجد بالعاصمة الاقتصادية للبلد 5 آلاف "ملياردير" تفوق ثروتهم مليار سنتيم مغربي (أو مليون دولار) حسب ما ورد في تقرير الثروة الإفريقية لعام 2017 الذي تعده مجلة فوربس أفريكا. وتتحكم في ثروة البلد أربعة آلاف أسرة، أما الغالب الأعم ففقراء. وهذا يفسر الأرقام المتفائلة ولكنه يوضح أيضاً كيفية تزوير معناها الواقعي من دون العبث بها!

ممتهنات أقدم مهنة في التاريخ مكافحات خارقات، يلبسن ملابس رياضية عصرية رثة، غير أنها نظيفة، وينتعلن أحذية رياضية رخيصة، ابتعنها من سوق الحي الشعبي المعروف بـ"الجوطية". يحدجن كل زبون ذي سحنة سمراء دخل المقهى، ظنا منهن أنه قادم من الشرق الجميل بحثاً عن المتعة. تصدح من هواتفهن المحمولة موسيقى لفنانين من الشرق لإثارة انتباه طالبي خدماتهن.

في الطاولة المطلّة على السكة الحديدية، جلست امرأتان مسنتان، تدخنان سجائر باهظة الثمن، تتبادلن أطراف الحديث، وتمعنان النظر في كل شاب مفتول العضلات وممتلئ الأرداف، ولج إلى المقهى. ينضم إلى مجلسهن عامل جنس محترف، ويخضن في حديث مهني صرف.

في الطاولة المقابلة، تخوض شابة مليحة في حوار حميمي مع شاب، وتسأل أخرى عامل جنس مبتدئ لم يرتقِ إلى عالم الحرفية بعد:
-    هل أنت عامل جنس طارئ على المقهى؟
-    يرد: أجل.

هنا مقهى الحرية، لا توجد الحرية في البلد إلا في هذا المقام.

في حي العلم والمعرفة

تصف الثقافة الشعبية التلامذة الذين يكرهون المدرسة بـ"السفهاء" وتلقب أصدقاءهم الذين سمموا أفكارهم وجعلوهم ينبذون التحصيل العلمي والمعرفي بـ"أولياء السوء". هنا حي الليمون، مقام العلم والمعرفة، تنتشر فيه معاهد ومدارس كالفطر، ويحج إليها الطلبة بينما تدفع الأمهات والآباء مقابل تدريس أبنائهم مالاً لبداً.

يمثل الأبناء في الثقافة الشعبية صمام أمان لحماية ورعاية الآباء عندما يشيخون، ويلقبون تندراً بصندوق الحماية الاجتماعية، لذا يُكثر الفقراء من الإنجاب. مشاريع المعاهد والمدارس الخصوصية مربحة بالبلد، لذا التجأ إليها كل من يرغب في الربح السريع وبأقل كلفة، وبالارتقاء في السلم الاجتماعي بسرعة.

تخترق متدربات زنقة أحمد الناصري صوب معهد خصوصي وهن مسرعات. الظاهر أنهن مجدات في الدراسة عكس الذكور. في المغرب تحصل التلميذات والطالبات والمتدربات على أعلى المراكز وأرفع العلامات، ويكرمن من قبل أسمى رؤساء الإدارات وممثلي الحكومة بالبلد. في الموسم الماضي، حصلت طالبة من المغرب العميق على شهادة استكمال الدروس الثانوية (البكالوريا) بمعدل 18 على 20. وكانت تقطع المسافة التي تفصل قريتها عن الثانوية مشياً على الأقدام، في القر والحر. أثناء دراستها في الإعدادية، كانت تحصل على جائزة التميز سنوياً، وهي عبارة عن كتب وجهاز حاسوب، فتضطر إلى بيع الحاسوب لحاجتها الماسة إلى المال، والاكتفاء بقراءة الكتب. يجعل الاحتكاك بالكتب من الطالب تلميذاً نجيبا، ويصيره الفقر شهماً قواماً على نفسه من خلال الاعتماد على الذات عوض الغير.


اقرأ أيضاً: المغرب.. هل ثورة البؤساء قادمة؟


على النقيض من أسرة طالبة المغرب العميق المجدة، تدفع الأسر الميسورة بـ"المغرب النافع"، مبالغ خيالية لتدريس أبنائها في  مدارس البعثات الأجنبية وفروع المعاهد العالمية الخصوصية الباهظة الكلفة، من قبيل دفع مبلغ خمسين ألف درهم سنوياً، دون احتساب رسوم التسجيل، للدراسة في معهد متخصص في السمعي البصري، لمدة ثلاث سنوات للحصول على شهادة الإجازة.

ويدفع آخرون ثلاثين ألف درهم سنوياً لتدريس أبنائهم في فروع مدارس غربية خلال مرحلتي الإعدادي والثانوي، هذا فضلا عن رسوم التسجيل. لكن بعض أبناء علية القوم يرفضون العلم والمعرفة، لأنهم كسالى اتكاليون، كثيرو الغياب عن الحصص الدراسية، يعتقدون بأن مستقبلهم مضمون، لأنهم ينتمون إلى الطبقة المخملية التي ظاهر بعضها حداثي وباطنها موغل في التقليد والخرافة.. وانهم سيحصلون على أرفع وظيفة دون حاجة لدفع رشوة، لأن أصولهم مسؤولون نافذون في الدولة، وبالتالي لا حاجة لهم للدراسة والتحصيل. أما الطبقة المتوسطة والأسر شبه الفقيرة، فتدفع مقابل تدريس أبنائها مبالغ أقل.. ولكنها تدفع لينجحوا.

يكمن بعض التلاميذ في أزقة حي الليمون الضيقة لتبادل القبل والعناق، بينما يستغل رهط من التلميذات سكون وهدوء الحي لتدخين السجائر.

.. والخرافات

أمام باب المدرسة الخصوصية المقابلة للثانوية، أخرج تلميذ من محفظته غليوناً محلياً طويلاً يعرف بـ"السبسي" وشرع في تدخين عشبة الكيف، التمس منه شاب رائح من عمله أن ينفث على رأسه دخان الكيف، فاستجاب لطلبه فوراً.

يعتقد معظم أهل البلد أن في نفث دخان الكيف على الصبيان الذين لم يكملوا الأربعين يوماً، والمصابين بما يعرف بـ"الشم" (يُقصد به أن حائضاً قد اقتربت من الصبي، وشم الدم الذي ينزف منها) شفاء ذي مفعول سحري. تطلب القابلة (مولِّدة شعبية) من رجل يدخن الكيف أن ينفث دخان غليونه على الصبي، فيشفى فوراً. وهذه إحدى أشهر فوائد نبتة الكيف العجيبة بالمغرب الساحر. وتزعم الرواية الشفوية أن دخان الكيف يبطل السحر والعين وجُلّ أعمال الشعوذة.


اقرأ أيضاً: بين وحشية السوق وسكينة المسجد


مررتُ بالزقاق الذي توجد به الإعدادية، لمحت رهطاً من تلامذة الصف الإعدادي وهم واقفون أمام باب المؤسسة التربوية والتعليمية، استرقت السمع، وفهمت أنهم يتحدثون عن سلوك أحد الأساتذة الذي وسموه بأنه "حاد الطباع غليظ القول"، وأنه خيّرهم بين أمرين، إما الدراسة بجد أو الانضمام إلى طوابير المغادرين والتحول إلى مدمني المخدرات المعروفين بلقب "الشمكارة" الذي يطلق على مدمني المخدرات والحبوب المهلوسة (جمع شمكار). وأردفوا بأنه عنيف وعدواني أثناء الغضب..

مقالات من المغرب

المغرب... مَن أثقلَ جيوب العيد؟

يبدو المشهد مثاليّاً، ولا شيء ينغصّه. فالملابس جديدة، والوجوه هانئة، كأن الحياة بهية والجو بديع. بل تتلوّن الجلابيب أكثر كل سنة، وتبدو أغلى تكلفة وأرفع جودة. فهل صار المغاربة أغنى،...

للكاتب نفسه

مهربو الصحراء في المغرب العميق

يطالب أبناء المغرب العميق السلطات أن تغادر السياسة التي وضعها الجنرال الفرنسي ليوطي(*) للمغرب بتوزيعه إلى مناطق نافعة وأخرى غير نافعة، وأن تنجز مشاريع تعود بالنفع على الناس وتحميهم من...