ترامب.. والمليارات المقدسة!

سيكون للزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي ترامب لأرض العرب والتي كلفتهم مئات مليارات الدولارات "ثماراً شهية". يتبدى ذلك بوضوح في فلسطين واليمن والعراق وسوريا
2017-05-30

شارك
تمام عزّام - سوريا

سيجني العرب، بعنوان قضيتهم المقدسة فلسطين، "ثماراً شهية" من الزيارة التاريخية التي خصهم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من دون سائر الخلق في دولهم الحليفة أو الصديقة أو المتطلعة إلى التحالف (ولو من موقع التابع) مع امبراطور الكون..
بين أول ما جنوه تفرد الرئيس الأميركي بأن يطير مباشرة، وفي حالة غير مسبوقة من الرياض إلى الأرض المقدسة فلسطين، ثم أن يقوم بزيارة حائط المبكى (او البُراق)، وهي سابقة لم يرتكبها سابقوه من الرؤساء الأميركيين الذين سبق أن زاروا الكيان الصهيوني ولا من الرؤساء الأجانب...ربما لأن هذه الزيارة تزامنت مع الذكرى السبعين لقيام هذه الدولة العنصرية بالقوة الوافدة والخيانة المقيمة.
أما الثمرة المسمومة الثانية لهذه الزيارة فهي إقدام رئيس الحكومة الإسرائيلية على عقد جلسة لمجلس وزرائه في القبو الواقع تحت حائط المبكى.. وهذه أيضا سابقة تاريخية لم يجرؤ على ارتكابها أي رئيس لحكومة إسرائيل منذ إقامة هذه الدولة بقوة التواطؤ الدولي والتخاذل العربي وافتقاد الشعب الفلسطيني وحدة القيادة ومصادر الدعم الفعلي، بعيداً عن أناشيد الحماسة بعنوان "يا فلسطين جينالك"..
وأما الثمرة المسمومة الثالثة فهي غياب فلسطين، كقضية مقدسة، عن جدول أعمال القمم الثلاث التي انعقدت على مدار الساعة في الرياض احتفاء بالرئيس الأميركي، وهي سعودية – أميركية، وخليجية – أميركية، وعربية – إسلامية- أميركية، تخللتها فواصل من "العرْضة" التي اجتهد دونالد ترامب في تعلم ايقاعاتها المتتالية بينما السيوف المذهبة ترتفع وتنخفض لطرد النعاس..
مع ذلك فقد جنى ترامب من زيارته التاريخية أكثر من ثلاثة مئة مليار دولار، دعماً لميزانية إمبراطوريته المتعثرة في عجزها، عدا عن مبالغ هائلة تدفع في المستقبل لحماية وتيرة التقدم في الولايات الأميركية المتحدة والقضاء على البطالة.. بينما البلد المضيف يعاني من أزمات اجتماعية قاسية ويعيش الملايين من أهله ضائقة اقتصادية حادة، في ظل الإهمال المتعمد لأوضاعهم البائسة..
أما خلال الساعتين اللتين أمضاهما ترامب في ضيافة رئيس السلطة التي لا سلطة لها في بيت لحم، فقد كان الوقت أضيق من ان يتسع للبحث في هذه القضية الفلسطينية المعقدة والتي تستعصي على النسيان.
وبطبيعة الحال، فإن وقت هذه الزيارات المتسارعة للأماكن المقدسة في المشرق العربي ضاق عن استذكار المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام والشراب في سجون الاحتلال الاسرائيلي تحت عنوان "الامعاء الخاوية"..
ومن الظلم أن يطالب الممتلئة كروشهم حتى التخمة بما لذ وطاب من أصناف الأكل والشراب بأن يستذكروا المضربين عن الطعام والشراب في سجون الاحتلال.
أما أن يطالب هؤلاء بثلاثين من الفضة لأطفال فلسطين المحتلة في مدارسهم الفقيرة، أو لمرضاهم في المستشفيات القليلة ناقصة التجهيز، فأمر يتجاوز المعقول..
بينما الإنفاق على غارات قتل اليمنيين في بلادهم ذات التاريخ، والتسبب في نشر مرض الكوليرا الذي يتهدد حياة الملايين، نساءً ورجالاً وأطفالاً على وجه الخصوص، فأمر شرعي ومشروع في "الوهابية" والتي يدعي أمير قطر الشيخ تميم بن خليفة – كذباً وبهتاناً- أنه يرجع بنسبه إلى الداعية محمد عبد الوهاب، مؤسس الوهابية العظيم..
وأما المشاركة في تدمير العراق وسوريا، إضافة إلى اليمن، فذلك في جوهر تلك الدعوة التي اصطنعت ملكاً مذهباً.. في خدمة المؤمنين في العالم حيثما وجدوا، في الولايات المتحدة أو في بريطانيا أو في سائر رياح الارض.

مقالات من فلسطين

إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية تحوّل إلى "روتين يومي"... استعراض عام لتنظيمات المستوطنين العنيفة!

2024-04-18

يستعرض هذا التقرير إرهاب المستوطنين، ومنظماتهم العنيفة، وبنيتهم التنظيمية، ويخلص إلى أن هذا الإرهاب تطور من مجرد أعمال ترتكبها مجموعات "عمل سري" في الثمانينيات، إلى "ثقافة شعبية" يعتنقها معظم شبان...

غزة القرن التاسع عشر: بين الحقيقة الفلسطينية والتضليل الصهيوني

شهادة الكاتب الروسي ألكسي سوفورين الذي زار غزة عام 1889: "تسكن في فلسطين قبيلتان مختلفتان تماماً من حيث أسلوب الحياة: الفلاحون المستقرون والبدو المتجوّلون بين قراها. الفلاحون هنا هم المزارعون....

للكاتب نفسه

دول آبار النفط والغاز تتهاوى

طلال سلمان 2020-11-18

اليوم، بتنا نفهم حرص المستعمر- بريطانيا بالأساس - على إقامة دول تتضمن رمالها أو سواحلها احتمالات بوجود النفط والغاز. فاذا ما ظهر هذا او ذاك من أسباب الثروة كانت لغير...