بخصوص الثورة الثالثة

خاطب رئيس الجمهورية شعبه قائلاً: تناهت إلى مسامعي أخبار بأنكم تريدون القيام بثورة ثالثة. صح؟ دعونا نفترض أنه صح. وأنا أسألكم بدوري لماذا؟ كانت هناك ثورة أولى، عظيمة جداً، أزاحت الجالس على الكرسي، وأتت بعدها ثورة جميلة جداً، أتت بي إلى الكرسي. إذاً لماذا الثورة الثالثة ما دام الكرسي ملآناً؟ هذا غير منطقي. هل ينقصكم شيء؟ هل أسأت لأحد منكم، هل نطقت لفظاً غير لائق أمام أحدكم حتى تقوم
2015-12-31

شارك

خاطب رئيس الجمهورية شعبه قائلاً:
تناهت إلى مسامعي أخبار بأنكم تريدون القيام بثورة ثالثة. صح؟ دعونا نفترض أنه صح. وأنا أسألكم بدوري لماذا؟ كانت هناك ثورة أولى، عظيمة جداً، أزاحت الجالس على الكرسي، وأتت بعدها ثورة جميلة جداً، أتت بي إلى الكرسي. إذاً لماذا الثورة الثالثة ما دام الكرسي ملآناً؟ هذا غير منطقي.
هل ينقصكم شيء؟ هل أسأت لأحد منكم، هل نطقت لفظاً غير لائق أمام أحدكم حتى تقوم ثورة عليّ؟ ولا تسيئوا فهم كلامي، البعض قد يتصور أني ضد الثورة الثالثة حرصاً على مصلحتي الشخصية، أبداً والله، وإنما لأن الثورة الثالثة ستفشل. أنا أعرف هذا، لأني أعرف أن الداخلية قد تقتل منكم أناساً كثيرين. هذا هو. أنا لا أريد أن تقوم ثورة ثالثة خوفاً عليكم. فهمتهم الآن؟ وما أقترحه عليكم، بوصفي رئيساً وبوصفكم شعباً، أن تملوني أسماء الناس الذين يريدون ثورة ثالثة. أنا لا أريد أن أعتقلهم أو أعذبهم، أريد أن أسألهم عدة أسئلة منطقية. أنا عاشق للمنطق بالمناسبة.
في رأيي الشخصي أنه ليست هناك أسباب موضوعية تدعو للثورة. تذكروا دائماً أني موجود وأني لن أفارقكم، وأني أخاف عليكم، وإن كنتم تريدون ثورة ثالثة حتى تجبروني على الموافقة على حكمكم إلى الأبد، فاعتبروني وافقت خلاص. شفتم؟ المصارحة هي أهم شيء، وبالتفاهم والحوار قد نحقق ما نفشل في تحقيقه بالثورة والعنف والدماء. فقط صارحوني.
تعرفون؟ أنا لست ضد الثورة. بالعكس. أنا رئيس ثوري بجدارة، أتيت بعد ثورتين، ولكن موضوع الثورة الثالثة هذا مريب بعض الشيء، لأن لديّ تقارير استخباراتية تؤكد أن الثورة قد يجري استغلالها من بعض من لا يريدون بقائي في الحكم، وبالتالي قد تؤدي لعكس أغراضها.
ولكي أثبت لكم أني لست ضد الثورة بالمطلق، أقترح عليكم القيام بثورة رابعة، يعني دعونا نتجاوز الثالثة وندخل في الرابعة، أنا عاشق للرقم أربعة بالمناسبة، ولنؤجل موعدها قليلاً، مثلاً، إذا حدث لي شيء ما، يعني إذا جرت إزاحتي عن السلطة مثلاً، فلتقوموا بثورة رابعة من أجل إعادتي إليها. ليس عندي أي مانع ساعتها، بل بالعكس، أوافق وأتحمس وأدعم وأشجع.
فقط انسوا قليلاً الآن موضوع الثورة الثالثة وبلغوني بأسماء من دعوا إليها، وبالتفاهم والحب والمودة سنصل إن شاء الله لكل ما نريده.

(نص نائل الطوخي ورسم مخلوف)