جدل حول اليأس والأمل

المحقق: نما إلى علمنا أنك تقول أن هناك مخاطر على الدولة. المعتقل: نعم أنا أقول هذا. - ولكن أحب أن أوضح لك أنه ليس هناك مخاطر على الدولة. - ولماذا تعتقلني إذن؟ - لأنك أنت الخطر على الدولة. - لماذا؟ - لأنك تقول إن هناك خطراً على الدولة. - (يصمت المعتقل) - مثلاً أخبرني، هل أنت متفائل أم متشائم؟ - بصراحة متشائم. - شفت، أنت ستخرب
2014-12-31

شارك

المحقق: نما إلى علمنا أنك تقول أن هناك مخاطر على الدولة.
المعتقل: نعم أنا أقول هذا.
- ولكن أحب أن أوضح لك أنه ليس هناك مخاطر على الدولة.
- ولماذا تعتقلني إذن؟
- لأنك أنت الخطر على الدولة.
- لماذا؟
- لأنك تقول إن هناك خطراً على الدولة.
- (يصمت المعتقل)
- مثلاً أخبرني، هل أنت متفائل أم متشائم؟
- بصراحة متشائم.
- شفت، أنت ستخرب البلد بتشاؤمك هذا. البلد ستنهار، سنجوع ونموت. وكل هذا بسببك. ستقتلنا بتشاؤمك. سنموت لا محالة.
- أنت متشائم أيضاً في ما يبدو لي.
- أفندم!
- أقول إن كلامك يدل على أنك متشائم.
- صحيح، ولكني متشائم بسبب وجودك.
- ولكن تشاؤمك هذا خطر على الدولة.
- لا تلعب بالكلام، طبعاً هناك فارق بيني وبينك. بين تشاؤمي وتشاؤمك.
- ما هو؟
- (يفكر مطولاً. يرشف رشفة من فنجان القهوة، ينفث نفثة من السيجارة) أعتقد أننا لو عدنا بالموضوع إلى أصوله الفلسفية، فكلنا يعرف أن الكارثة قادمة لا محالة، وهذا يعني، لو أردت الصراحة، أنه كلنا متشائمون، ولكن الفارق بيني وبينك أنني حزين لأنني متشائم، وفي ما يبدو لي أنك سعيد لأنك متشائم.
- أها، شكراً لأنك صغتها بهذا الوضوح، أخبرني الآن بتهمتي إذاً؟
- فلسفياً، تهمتك أسميها التشاؤم المرح، ولكن قانونياً، التآمر لقلب نظام الحكم. ما رأيك بهذه الصياغة؟

(نض نائل الطوخي ورسم مخلوف)