تبرئة مبارك وأعوانه!

صدر اليوم الحكم ببراءة مبارك ونجليه ووزير داخليته العادلي ومساعديه من تهمة قتل المتظاهرين. من الذي قتل إذاً كل أولئك الشباب الغاضبين والمنتفضين في 25 يناير؟ الإعلام الرسمي وقنواته التلفزيونية، التي تتقن حرفة اللف حول الموضوع الرئيسي، أحالت المسألة إلى نقاش حول تقنية القوانين، وتعريف الجناية والجنحة.. وغير ذلك من تفاصيل قانونية بحيث يتوه السؤال الأساسي: من قَتل؟ إلى الآن لم تعط الثورة
2014-12-04

شارك

صدر اليوم الحكم ببراءة مبارك ونجليه ووزير داخليته العادلي ومساعديه من تهمة قتل المتظاهرين. من الذي قتل إذاً كل أولئك الشباب الغاضبين والمنتفضين في 25 يناير؟ الإعلام الرسمي وقنواته التلفزيونية، التي تتقن حرفة اللف حول الموضوع الرئيسي، أحالت المسألة إلى نقاش حول تقنية القوانين، وتعريف الجناية والجنحة.. وغير ذلك من تفاصيل قانونية بحيث يتوه السؤال الأساسي: من قَتل؟
إلى الآن لم تعط الثورة المصرية وقلب النظام أي نتائج ملموسة على الصعيد الاقتصادي أو السياسي. ما زال الجوع والفقر في الريف والمدن هو الحقيقة الأكبر، وعلى الرغم من استمرار الحال، رضي الناس بمكسب معنوي واحد هو شعورهم بأنهم أسقطوا حاكماً ظالماً وبأن للحرية بهجتها وبأنهم قوة ترجّ الميادين.
حكم البراءة ذاك، سلب الناس المكسب الوحيد وهو إطاحة (ولو شكلاً) الظلم ورموزه! صدر الحكم، وهو إهانة للجميع.
السيسي قطع الشعرة الأخيرة بينه وبين الناس، عبر هذه الأحكام.
لم يمت الشهداء بل زادت أعدادهم واتسعت صفوفهم. لم تجفّ دماؤهم بل هي تجري دافئة حيّة نديّة في عروق الأحياء. وإذا كان المدعي بالحق المدني ألف شهيد، الآن صار الشعب المصري كلّه مدعياً بالحق المدني والسياسي والاقتصادي والوطني.

من مدونة "دليل المدونين المصريين"